ترجمات – في تحول استراتيجي بارز، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطة إسرائيلية كانت تهدف إلى شن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، مفضلاً بدلاً من ذلك السعي إلى حل دبلوماسي مع طهران.
ترمب يرفض الخطة الإسرائيلية لصالح الدبلوماسية
بحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في 16 أبريل 2025، كانت إسرائيل قد أعدّت خططاً لمهاجمة المواقع النووية الإيرانية في مايو المقبل، بهدف تأخير قدرة إيران على تطوير سلاح نووي لمدة عام أو أكثر.
إلا أن نجاح هذه العملية كان يعتمد بشكل كبير على الدعم الأميركي، سواء من حيث الدفاع عن إسرائيل من أي رد إيراني محتمل أو لضمان نجاح الهجوم نفسه.
بعد أشهر من النقاشات الداخلية، قرر ترمب رفض الخطة العسكرية، مفضلاً التفاوض مع إيران للتوصل إلى اتفاق يضع قيوداً على برنامجها النووي.
هذا القرار جاء في وقت كانت فيه إيران تعاني من ضغوط اقتصادية وعسكرية متزايدة، مما جعلها أكثر استعداداً للجلوس على طاولة المفاوضات.
انطلاق المحادثات الأميركية-الإيرانية في عمان
في 12 أبريل 2025، عقدت الولايات المتحدة وإيران أول جولة من المحادثات النووية في مسقط، عاصمة سلطنة عمان، وهي المرة الأولى التي يجري فيها مثل هذا اللقاء المباشر خلال ولاية ترمب الثانية.
وصف الجانبان المحادثات بأنها “إيجابية” و”بناءة”، مع التأكيد على أهمية التوصل إلى اتفاق يضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي.
ومن المقرر عقد جولة ثانية من المحادثات يوم السبت المقبل، 19 أبريل، في روما، حيث ستستمر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نهائي.
إيران تصر على حقها في تخصيب اليورانيوم
على الرغم من الأجواء الإيجابية للمحادثات، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”، مشدداً على أن بلاده مستعدة لبناء الثقة مع المجتمع الدولي دون التنازل عن حقوقها الأساسية.
هذا الموقف يعكس التحديات التي تواجه المفاوضات، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى فرض قيود صارمة على البرنامج النووي الإيراني، بينما تصر طهران على الحفاظ على قدراتها النووية السلمية.
التوترات الإقليمية والتهديدات المتبادلة
في ظل هذه التطورات، حذر ترمب من أن الفشل في التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى “إجراءات عسكرية غير مسبوقة” ضد إيران.
من جانبها، أكدت إيران أنها سترد بقوة على أي هجوم، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، يواصل المجتمع الدولي مراقبة الوضع عن كثب، معرباً عن أمله في أن تؤدي المحادثات الجارية إلى حل سلمي يضمن استقرار المنطقة ويمنع انتشار الأسلحة النووية.
قرار ترمب برفض الخطة الإسرائيلية لصالح التفاوض مع إيران يمثل تحولاً كبيراً في السياسة الأميركية تجاه الملف النووي الإيراني.
ومع استمرار المحادثات، يبقى الأمل معقوداً على أن تؤدي هذه الجهود الدبلوماسية إلى اتفاق يضمن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.